الاثنين، 30 مايو 2016

حوار مع رضيع

سَيأتي يومٌ وأصيرُ ذِكرى
متى وأينَ لا أدري
ولا أنتَ بالغيبِ أدرى
لنْ تجِدَ إلا خطي
وقصائِداً في نفسِها تعرى
ذاكَ قلبي إنْ جابَ على حِسٍ
وهذا حِسي إنْ جابَ على فِطرهْ
فقُلْ عِندَ الرَحيلِ :
رحِمَ شاعراً
جابَ على حرفٍ
ليصيرَ للناسِ ذِكرى !
 
22.5.2013

نذير عجلوني

الأحد، 29 مايو 2016

لون واحد

جُدرانُ وطني
كُلُها تصاويرٌ لِلحاكِمِ
وإعلاناتُ مُطهِرينْ
وتخفيضاتٌ
على تسليكِ المجاري
ونعوات وفاةْ
كيفَ سَنُدرِكُ الحياةْ ؟
والتفاؤلُ عِندنا مواساةٌ
لِنّفسِ
في بلدٍ مدهونٍ بالسوادْ !

29.5.2016

نذير عجلوني

الجمعة، 27 مايو 2016

رشوة

تقولُ :
هلْ تعلَمُ لِمَ صارَ هذا حالُنا ؟
ليسَ كُلُ الأمرِ سياسةٌ
صدقني
أو أجِنداتٌ مُبهَمهْ !
إنَ السببَ الرئيسيَّ للذي حلَ بِنا
أنْ بعضَ الِنساءِ عِندنا
موتى ،
جُثثٌ ، لِكنْ فوقَ الارضِ هائِمهْ
يحمِلنَ ملامِحَ أُنُوثةٍ
وقلوباً مُتعفِنهْ !
يحمِلنَ تقاسيمَ رقيقةٍ
وأخلاقاً مُتعِفنهْ !
يحمِلنَ
سُمّاً زُعافاً تحتَ جمالِهنَ
وطيبِ جِلدِهِنَ
ويخبِئنهُ بابتِسامةٍ ناعِمهْ
وصدقاً مزوّراً في الوجه تراهُ
واستشرافُ
وتدبيرُ حالٍ مِنْ تَحتِ الطاوِلهْ !
أتعلمُ ما السببُ الحقيقيُّ لحُزنِنا ؟
والذي أيقظنا على هذهِ المزبلهْ !
أنهُ شاءتِ الأقدارُ أنْ يتزوجنَ
وأنْ يحمِلنَ
فكانَ نِتاجُ حَملِهنَ أجِنَّةً مَيّتهْ !
ولِلمُفارِقة المُضحِكهْ
أو المُبكيهْ
أنَ ابناءَهُنَ في نضوجِهمْ
قطّعوا السابِلَهْ
وفي الحربِ
قطّعوا علينا السابِلهْ !
وحينَ نفوقِهمْ في الدربكهْ
لحساب فُلانٍ أو قاعِدهْ
صِرنَ هُنَّ ( أمهاتُ الشُهداءِ)
وصِرنَ مِثالاً للتربيةِ الفاضِلهْ !

27.5.2016

نذير عجلوني

الخميس، 26 مايو 2016

عيواظ


بَدنٌ مِنْ جِلدٍ
جالِسٌ على عرشْ
يُدعى الحاكِمْ
في دُبرِهِ
في السِرِ
كَفْ
يُعطي الأوامِرْ
يُدعى ( الغَرْبُ )
ما الحاكِمُ عِندنا
إلا خَتمٌ وتاجٌ وقُفطانْ
درزوا ذيلَهُ مساميراً
وأشاعوا للعيانْ
هذا هوَ المُقاوِمُ
هذا هوَ الوحشْ !

10.5.2016

نذير عجلوني

الثلاثاء، 24 مايو 2016

إبحار

إنَ الحياةَ كأنَّها غُرفتي
أتأمَلُها وأنا في تَمدُدي
بعيونِ مُخيلتي
لا بِعيوني
بإفكاري التي أكتُمُها
والتي ليستْ للعلنِ تظهرُ
بِشُذوذويَ الذي أُخفيهِ
بخروجيَ عَنِ القطيعِ
الذي أنا فيهِ
بشواردي
التي لا أحدَ عنها يَخبُرُ
فأرى ثُقبَ مِسمارٍ
في الحائِطِ
يُدعى الموتَ
أرى بِدايتَهُ
وكيفَ شَكلُهُ
ولكِنْ رُغمَ التنجيمِ
وقولِ كُلِّ دينِ
أجهلُ ماذا يُخفي خلفَهُ
وخلفَهُ ماذا
مِنْ بعدِ مادةٍ يكمُنُ ؟!

24/5/2016

نذير عجلوني

الاثنين، 23 مايو 2016

إثبات وجود

لا شيءَ يُثبِتُ
أنكَ كُنتَ على قيدِ الحياةِ
سِوى شاهِدةُ قبرٍ
عليها المِيلادُ
وتاريخُ الوفاةِ
وبَعضُ تعاريفٍ جُزّئيهْ
تُخبِرُ مَنْ أباكَ
ومَنْ سَبقَكَ
وما دينُكَ
وكيفَ رحلتَ
غيرَ مأسوفٍ عليكَ
لِدارِ الأبديهْ
لا شيءَ يُثبتُ أنَ رُوحَكَ
كانتْ في الحياةِ حيّهْ
سِوى خطٍ مُفزِعٍ 
أسوَدٍ
مَكتوبٌ بِاللُغةِ العربيهْ !

10.5.2016

نذير عجلوني

الأحد، 22 مايو 2016

وسيلة

وإنني في تَمَدُدي
أُشغِلُ نفسي
بِتفاصيلِكِ الصغيرهْ
حتى أنامْ
كمساحةِ لونينِ في ظِفرِكِ
الشفّافُ المُمَلّسُ كالرُخامْ
والأبيضُ المُقوّسُ
المُقلّمُ في حَنانْ
كيفَ لهَذينِ اللونينِ أنْ لا يتداخلانْ
كيفَ لهُما أنْ لا يختلِطانْ
إنْ أسبلتِ كّفّكِ
إني لأشعُرُ
وأنا في نِصفِ غفوتي
أنهُ هذا هوَ التفسيرُ الصحيحُ
لِقولِهِ تعالى :
" بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانْ "

22.5.2016

نذير عجلوني

الجمعة، 20 مايو 2016

ذاتَ القِرطِ المُفرَدِ


تقولُ
وكفُّها يَلطُمُ خُصلةَ اليمينِ
تقولُ :
أاعجبكَ قِرطي ؟
إنهُ الذي في السرِ يزيدُ تألّقي
ويزيدُ بسمتي
ويزيدُ أنوثتي فيَّ
رُغمَ أنني على يقينٍ بِحجمِ أُنُوثتي


أُنظرْ إليهِ ، تمعّنْ
ترَ حجراً مِنْ نارٍ توسطَ
أطغى عليَّ بلونِهِ ، حِساً
وأشعلني إثارةً وزادَ مِنْ طاقتي


أُنظرْ كمْ هوَ طويلٌ
ومُضيءٌ
كأنّهُ نيزكٌ هوى مِنْ حُلمتي


وترى إنْ دقَّقَتَ أكثرَ
ثُقباً تخفّى
كأنّهُ في الغرزِ يُشبِهُ سُرتي
هيَ في بطني ، نعمْ
وأختُها الصُغرى
في أُذني تحتَ الخرزةِ تَختفي


أتراهُ تدلى عنْ عبثٍ
أمْ أنّهُ ذابَ مِنْ وهجِ حرارتي ؟!
لا تظُنْ بِأنَّ بياضيّ الزائِدَ
بُرودٌ
إنَّ داخِلي
سعيرٌ يتقلّبُ في داخِلي


يتأرجحُ قِرطي
في الهواءِ في لهوٍ
إنْ دللتُ رأسي
في الكلامِ
وينامُ كالطِفلِ الصغيرِ
على جنبي ، على وِسادتي




يُقسِّمُ الدُنيا إلى أجزاءٍ
ويعكِسُ التقطيعَ بِانعاكسِهِ الذكي


يتهادى على جيدي سلسبيلاً
ونبعَ سلامٍ
يتهادى كشلالِ
مُجمّدٍ مُجّمدِ
يُحاوِلُ
أنْ يطولَ في طموحٍ كتِفي
فلا يقدِرُ
يُحاوِلُ ويُحاوِلُ ويُحاوِلُ
ولا يقدِرُ
كلما نقرتهُ
بإصبعي في مُداعبةٍ
تكركرَ فرِحاُ
وراحَ يدندِنُ في الذهابِ
وفي الإياب ,
في تهذيبٍ يُقبِّلُ خدي


يُدغدغني في صمتِ التألُمِ
يُكسِّرُ عليّ مللي
يُفاجِئني
يتخفّى تحت شَعرِي


كمْ نامَ اللياليَ قُربي
كمْ شاركني أنفاسي
كمْ كبُرَ معي
كمْ كان رفيقي حينَ كُنتُ وحدي



قبلَ أنْ أتعرفَ عليكَ
وتكونَ كُلَّ كوني
كبِرتُ أنا !
وصرتُ صبيةً
ولم يكبُرْ هذا القرطُ في الحجمِ !


لا تسلني عنْ أخيهِ
أرجوكَ لا تسلني
إنهُ مِثلي
نحنُ الإثنانِ عائِلةٌ
فردانِ بفردِ
إنني أُحِبُكَ أنْ تراهُ
أنتَ حبيبي
وهذا أغلى ما عِندي
لِمنْ لغيرِكَ أهتمُ بنفسي
مَنْ غيرُكَ أخبِرهُ سِري
هذا هو سِري


هذا وقدْ عَرّفتُكَ الآنَ عليهِ
أخبِرني :
هلْ أعجَبَكَ يا حلوُ قِرطي ؟


20.5.2016

نذير عجلوني