الخميس، 26 ديسمبر 2024

جريمة في الذاكرة

 وجالستني 

تعُدُّ كالطفلةِ أصابعي

وراهنتني أنها عشرهْ !

وصارتْ في مُنتهى المُتعهْ

تنقُرُ أطرافي وتبسمُ

بسمةً خفيفةَ الطلعهْ

وتعزفُ على زندي نوتةً

إحساسُها روعهْ

تعُضُّ ! بحذرِ سنيّن أُذُني

لتقولَ :

إنكِ في أمانٍ معي

جِملةٌ تعي

معنى السقوطِ القريبِ !

عندما أُحدّقُ من بطنكِ إلى عينيّكِ

أقعُ في النشوةِ الدافئهْ

أزمُّ رُكبتيّ على بعضهما

حاجبةً نفخةَ المدفأهْ !

تتسلّلُ أصابعُكِ الخمسةُ عليّ كأفعى

تحتَ أوراقِ الخريفِ مُتعرّجهْ

تحتَ غُلالةِ الطفلهْ !

أرتجفُ من بردي

ومن حرّي

كأنني في النارِ مُتجمدهْ !

حافظةً تقاطُعَ شاماتي !

تُعدُّ ! وتعُدُّ ! وتعُدُّ !

وأنا المُحمرةُ الغارقةُ في الحُمرهْ

صارَ تعرُّقُ كتفي

يطفو على السطحِ

وصارتْ خدودي كلونِ حُمرتِها حمرهْ !

تقولُ :

عُدّي كي تتأكدي معي

كي لا تقولي هُنالكَ غِشٌ في اللُعبهْ !

حتى إذا ما أفرغتْ عدَّها

واستحقّتْ نصرَها !

أفرغتني !

وقبّلتْ أصابعي

وقبّلتني !

كطفلةٍ غمرتها أُمُّها محبهْ !

تاركةً شظايايَ على رُكبتيّها مُتناثرهْ

تاركةً إيايَ بلا قوهْ !

كأنها تنينٌ قديمٌ

تحرِثُ بمخلبِها من لحمي

كي تبقى نارَها مُتأججهْ !


26.12.2024


نذير عجلوني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق