أوقفها !
واعّتَذِرْ على تَصرُفِكَ في الطريقْ
أُنقُرّها مِنْ كِتّفِها وهي جالِسةٌ جَنّبَكَ
تُحدِّقُ في الشُباكِ تنتظِرُ المَحَطّهْ
إرمِ عليّها في غباءِ سُلوكٍ
وردةً واثنتيّنِ
مِنْ شُرفةٍ لشُرفهْ
نادِها مِنْ على متّنِ باخرةٍ
بغيّرِ اسمِها
وأنتَ مُسافِرٌ إلى المنّفى
بِلا هويةٍ تُثّبِتُ شَخصيّتَكَ
ولا نقودٍ في جيّبِكَ
ولا لِباسَ إضافي
هارِبٌ
كالفأرِ بِسُرّعةٍ بسُرعهْ
خائِفٌ أنْ يتبعَكَ الجيّشْ
لَوِّحْ لها بِإشاراتٍ
يساراً يميّنْ
وهيَ على الشَطِّ مِنْ بعيّدٍ واقِفَهْ
تَزّفُرُ في مَلَلِ انتِظارٍ
تأخُّرَ وصوّلَهُ
تنتظِرُ أباً تُحِبُهُ
يَعّمَلُ في الأرجنتيّنْ
يسترِقُ سُرقةً الإجازهْ
كي لا يُشعِرها أنّها يتيّمهْ
أكتُبْ لها في الهواءِ ترنيّمَهْ
رُغمَ أنّها لا تراكَ في زِحّمَةِ الراحليّنْ
في لمّسِ الفلاةِ ، إعزِفْ
مَعْ شُرودِ الحمامِ
وهجّرةِ المُثقفيّنْ
أُحِبُكْ !
دُقَّ باباً على التَوَكُّلِ
يكونُ في أيّ بِناءْ
أُركُضْ في صُعودِكَ
أو إصّعَدْ كمُتزِنٍ
على الدَرَجِ
كُنْ مَرّةً كما تشاءْ !
لكِنْ اختارَ البَدرُونَ الذي
يحتوي زرعاً وشتلاتَ وردِ
دُقَّ عينيّكَ في الأرضِ
ورُنّ الجرسَ
إذا فتَحَتْ لكَ أمٌ
مُشمِّرةٌ عَنْ كُمِّها
تركَتْ طبيخَها لِسُخطِكْ
قُل لها : أُحِبُكْ !
أو صبيّةٌ
هرّوَلتْ مِنْ تحتِ دوشِها
ترّتَجِفُ مِنَ البَرّدِ
قُلْ لها قَبّلَ أنْ تَسُبَّك !
مَعْ ابتِلالِها
أُحِبُكْ !
أو مراهِقَةٌ أطلَّتْ
بِرُكّبَتيّها وضفائِرِها
ولم تُغيّر بعدُ ثوبَ نومِها
تَرَكَتْ اتِصالَ حبيّبِها
وكِذبَةً
اخترعتها أنّ صديّقَتَها معها
قُلْ لها قَبّلَ أنْ تشتُمَكّ
بِصُغّرِ فمِها
وتعودَ للداخِلِ
أٌحِبُكْ !
إذا مالتْ برأسِها
صغيرةٌ جنبَها
أختُها
في العاشِرةِ مِنْ عُمّرِها
مُستغّرِبة مِنْ أمرِكْ
قُلْ لها وأنتَ تمسّدُ خدّها
أُحِبُكْ !
إذا فتَحتْ لكَ العائِلةُ بأكملها
قُلْ لِكُلّ فردٍ فردٍ فيّها أُحِبُك !
أَرسِلْ في صُندوقِ بَريّدْ
رِسَالةً لِمجهُولةٍ في البعيّدْ
عليّها إمضاؤُكَ وخَطُّكَ الغريّبْ
ووِجّهَةٌ غَيّرُ مَعّرُوفَةٍ مَكانُها
على الظرفِ
فيّهِ ورقةٌ واحدِةٌ بِداخِلِهِ
مكتوبٌ فيها أُحِبُكْ !
لا تَخّتَرِعِ المجالَ ولا تتمنّى
ولا تبحثْ بينَ الوجوهِ
كُلُّ الوجوهِ واحِدَهْ
هيَ صُدّفَةٌ غيّرُ مُرتبَهْ
إنْ قابلتها
قُلْ لها أُحِبُكْ !
هكذا دُونَ مَعّرِفَةٍ مُسبَقَهْ
أو مِيعادٍ أو ترتيّبْ
قُلْ لها : أُحِبُكْ !
قبِّلْ فراغاً مِنْ ورائِها
ما بينَ جيّدها وذقّنِها
دون تردُدٍ
وهيَ تشتري
مِنْ محلٍ كَعّكَةَ العيدْ
لا تخافْ
إبّقَ مُختبئاً خلفَ ظَهرِها
ستبقى قابِضَةً بكفيّها عل سلّتِها
مُرتبِكَهْ !
تسألُ ماذا حدثْ ؟
غُطَّ وجّهَكَ في شعرِها
قبل أن تصحى
في محاولةِ حياءٍ سوّاهُ ذنّبُكْ !
وقل لها :
سأتصِلُ أنا في الشُرطةِ !
وقُلْ لها : أُحِبُكْ !
إسّحَبْ مِنها فاتوّرَةً أخذتها مِنْ البائِعِ
مِنَ التَبَضُّعِ
ولا تُحاسِبْ عنّها
ولا تَدّعي
راتِبُكَ لا يكفي لِآخِرِ الشَهرْ !
خُذّ مِنهّا الإيصالَ
في سُرعَةِ الأمرْ
( لو سمحتِ )
والتقِطْ مِنْ على الطاوِلَةِ
قَلَمَ الِحبّرْ
واكتُبْ لها خلفها
دون كِثّرةِ كلامٍ
أو نِفاقٍ
أُحِبُّكِ !
إذا خَرجَتْ في لؤمٍ تُسابِقُ خُطاها
سِرْ ورائهَا
إنّها كاذِبهْ
واغلِقْ الشارِعَ في وجهِهَا
أو بابَ سيارتِها
إذا كانَتْ تملُكُ
قبّلَ أنْ تَفّتَحَهُ
وقُلْ لها : أُحِبُّكْ
إذا صَفَعَتّكَ لا تَكّتَرِثْ
إذا قالت عنّكَ مجنونٌ
سَاذَجٌ
غبيٌ مُراهِقٌ لا تكّتَرِثْ
إذا قالتْ :
( مِنْ أيّنَ لأيّنْ )
قُلْ لها :
أُحِبُّكِ
في جِدالِ القِمارِ أُحِبُّكِ
في صدقِ الرِسالَةِ
وفي اضطهادِ النبييّنْ
أُحِبُكِ !
أحِبيّني
رُبما
نَصّدُفُ أنْ نكوّنَ قِصةً
صادِقةً نَحنُ الإثنينِ !
5.10.2016
نذير عجلوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق