الاثنين، 16 سبتمبر 2024

الموت الرحيم

 دعكَ من التقبيلِ !

والتقليلِ من شأني

وامتصّني !

بأجزاءٍ مريبةٍ مني

على مهلِ !

دعكَ من عنقي

أيُها التقليدي

ولا تكن كغيركَ 

من الذكور تقليدي !

واستطعم فيّ ما لا يُرى !

كشطرِ هلالٍ خصبٍ

يُصالبُ وتيني بنصفِ دائرهْ !

كنهرٍ شطّاهُ أخوةٌ

مُتباينانِ بألوانٍ فارقهْ !

يحتويانِ في قاعهما 

ألفَ كنزٍ من نضوجي

يحتويانِ تعرُّقَ أجسادٍ غارقهْ !

يُخبرانِ بُعداهُما 

أسطورةَ اختلاجي !

رمِّمْ بُستانَ رحمي !

أو أغلق بابَ المقبرةْ !

أكوي بطرفِ لسانكَ جُرحي

فأنت عندما تحرثُ عليّ

لا تدري ما يدورُ بفكري

وكم من الألسنةِ 

تشابهت على جسمي

وصارت ذاكرةْ !

ضاجعني في كُرّهٍ !

فمثلي لا تُناسبُ مع الحُبِّ

أنظُر في عيوني !

وأسيويةِ جفوني !

إنها ليست ابتذالَ نظرةٍ ماكرةْ !

بل هي قسوةٌ في ضميري !

فإني مكشوفةٌ في تفاصيلي

ولكن النوايا عليّ ليست حذرةْ !

إثنانِ وثلاثونَ عاماً

أُضاجعُ جيوشاً سائرةْ !

تصلُ إليّ مُرهقةْ

فأقضي عليها !

تُرابُ جسدي 

من حرِّ أرضٍ

ومن ثلجِ أُخرى !

وإني بين مُجرمةٍ ونبيةٍ حائرةْ !

لا يَغُرُّكَ

كيف أنا ذئبهْ وربعُ طيبهْ !

فإني عندما ساقي البُنيّةُ

تكونُ واحدةٌ ممتدّةٌ

وأُخرى على ظهرِها

 مُلتفةٌ مُضطربةْ !

تكونُ أصابعي الرسّامةُ

ترسمُ في السرِّ 

على وجدكَ ندبهْ

وتُجهزُّ طعنةَ الخنجرِ !

لا تكُن كغيركَ تقليدي !

حتى لا تفنى

حتى فيّ لا تختفي !

فأنا أمتصُّ نشوتَكَ

 حتى أنا أحيا

وأعيدَ تجدُّدَ دمي !

وإن أردتَ أن ترتاحَ كأيّ عربي

ليوانٌ بينَ حُلمةِ أُذني 

وخدي لديّْ

مُغبّرٌ

مُمسّدٌ ، بجاهِ الوبرِ

إضغطْ بكفّكَ 

على جانبِ خصري

وضع كفي فوقَ كفي

واضغطْ على سُرّتي

واجعل ثقلكَ عليّ

كفرسٍ من البيداءِ همجي

وامضغْ في لعثمةِ الموتِ 

حُلمةَ أُذني

أُريدُ أن تقتُلني !

أُريدُ أن لا أرى صُبحي !

ثمانُ سنواتٍ مُتبقيةٌ لدورتي

ولا طفلَ لدي !

ولا أرضَ لدي !

ولا حُبّ لدي !

وقسوتي في كُلِّ يومٍ

تقتلُ فيّ ما هو حيّْ !


15.10.2020


نذير عجلوني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق