أوقفها !
واعّتَذِرْ على تَصرُفِكَ في الطريقْ
أُنقُرّها مِنْ كِتّفِها وهي جالِسةٌ جَنّبَكَ
تُحدِّقُ في الشُباكِ تنتظِرُ المَحَطّهْ
إرمِ عليّها في غباءِ سُلوكٍ
نادِها مِنْ على متّنِ باخرةٍ
وأنتَ مُسافِرٌ إلى المنّفى
بِلا هويةٍ تُثّبِتُ شَخصيّتَكَ
كالفأرِ بِسُرّعةٍ بسُرعهْ
خائِفٌ أنْ يتبعَكَ الجيّشْ
وهيَ على الشَطِّ مِنْ بعيّدٍ واقِفَهْ
تَزّفُرُ في مَلَلِ انتِظارٍ
كي لا يُشعِرها أنّها يتيّمهْ
أكتُبْ لها في الهواءِ ترنيّمَهْ
رُغمَ أنّها لا تراكَ في زِحّمَةِ الراحليّنْ
في لمّسِ الفلاةِ ، إعزِفْ
دُقَّ باباً على التَوَكُّلِ
لكِنْ اختارَ البَدرُونَ الذي
هرّوَلتْ مِنْ تحتِ دوشِها
قُلْ لها قَبّلَ أنْ تَسُبَّك !
ولم تُغيّر بعدُ ثوبَ نومِها
تَرَكَتْ اتِصالَ حبيّبِها
اخترعتها أنّ صديّقَتَها معها
قُلْ لها قَبّلَ أنْ تشتُمَكّ
في العاشِرةِ مِنْ عُمّرِها
قُلْ لها وأنتَ تمسّدُ خدّها
إذا فتَحتْ لكَ العائِلةُ بأكملها
قُلْ لِكُلّ فردٍ فردٍ فيّها أُحِبُك !
أَرسِلْ في صُندوقِ بَريّدْ
رِسَالةً لِمجهُولةٍ في البعيّدْ
عليّها إمضاؤُكَ وخَطُّكَ الغريّبْ
ووِجّهَةٌ غَيّرُ مَعّرُوفَةٍ مَكانُها
فيّهِ ورقةٌ واحدِةٌ بِداخِلِهِ
لا تَخّتَرِعِ المجالَ ولا تتمنّى
هيَ صُدّفَةٌ غيّرُ مُرتبَهْ
هكذا دُونَ مَعّرِفَةٍ مُسبَقَهْ
قبِّلْ فراغاً مِنْ ورائِها
مِنْ محلٍ كَعّكَةَ العيدْ
إبّقَ مُختبئاً خلفَ ظَهرِها
ستبقى قابِضَةً بكفيّها عل سلّتِها
في محاولةِ حياءٍ سوّاهُ ذنّبُكْ !
سأتصِلُ أنا في الشُرطةِ !
إسّحَبْ مِنها فاتوّرَةً أخذتها مِنْ البائِعِ
راتِبُكَ لا يكفي لِآخِرِ الشَهرْ !
والتقِطْ مِنْ على الطاوِلَةِ
إذا خَرجَتْ في لؤمٍ تُسابِقُ خُطاها
واغلِقْ الشارِعَ في وجهِهَا
إذا صَفَعَتّكَ لا تَكّتَرِثْ
غبيٌ مُراهِقٌ لا تكّتَرِثْ
في جِدالِ القِمارِ أُحِبُّكِ
نَصّدُفُ أنْ نكوّنَ قِصةً