الأحد، 30 أكتوبر 2016

إلى مطلقة !


وعضَّتْ على عِنَبِ الشِفاهِ
تبكي غيابَ طُفولةٍ سارحهْ
كاللبوةِ ! تلوذُ مِنْ جرحِها
تُنادي بِدموعِ أُمٍ جامِحهْ !
يُناجي الثديُ مواجِعَهُ
وتهطلُ مِنهُ نِقاطٌ مالِحهْ
في الرُكنِ عندَ أهلِها
بعد مملكةٍ صارِتْ نازِحهْ !
تُأرجحُها أنَّاتٌ تصاعدتْ
وتبخرٌ لصبيةٍ فاتِحهْ
مكارمُ الدُرّاقِ مَنْ أطفأها ؟!
وألغى الينابيعَ
وألغى الرائِحهْ ؟!
تِلكَ الضحيةُ ما أردأها !
في لياليٍ ذكورةٍ طائِحهْ
ماطُلِقتْ تِلكَ الفتاةُ 
بل ذُبِحَتْ !
تحت رايةِ الأديان المُتأرجِحَهْ !
جميلةُ العيونِ ما أتعبكِ ؟
ومن بدلَ الألوانَ
بالعيونِ النائِحهْ ؟

29.6.2014

نذير عجلوني



السبت، 29 أكتوبر 2016

ماذا لو !




لو !
أخبرتني عَنْ بُكائِها مُسبقاً
لكُنتُ حفظتُ كُلَّ نُكتةٍ
وكُلَّ بهيجٍ مُرنّمِ
ولكنتُ صِرتُ مُهرِجاً
في حُزنِها
وشاعِراً قبلَ نومِها
يطَبعُ الحرفَ بالفمِ !
لو أخبرتني
متى يفيضُ دمعُها
لكنتُ عانقتُها
قبلَ وقتٍ
وأعطيتُها كي تلتهي
مِنْ عُمري
ومِنْ دمي !

نامي !
حبيبةَ العُمرِ
أُذني معكِ مُعلّقةٌ على الهاتفِ !
نامي !
يا هدّهدةَ الملاكِ
تنامُ روحي حين أنتِ تتنفسينْ !


12.4.2015

نذير عجلوني

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

من وزيرة إلى


تقولُ في الهاتِفِ : يا خيبتي !
أهذِهِ أنا !
أنا الذي أُديرُ الدُنيا بكفي
وأعيدُها بطرفِ ظِفري
ما لي 
عِندَ استماعي إليكَ
أضيُّعُ الكلامَ
ويسيلُ التعرّقُ مِنْ كتفيّ !
ما لي !
ما لي أصيرُ كالطفلةِ في البدايةِ
أينَ عِزّي أينَ نفوذي وعملي ؟
كالبكماءِ أصيرُ عاجِزةً
أكتمُ النّفَسَ
وقلبي
في سُرعةِ الخَفقِ يجري !
قبلَكَ !
لم ْتسمعْ أُذنيّ كلاماً
آهٍ قَبلَكَ !
كم ضيّعتُ في اللا حياةِ عُمري !
أتصدِقُ ماذا يُحاكُ الآنَ في فِكري
لو أستطيعُ العدوَ حافيةً
لو أستطيعُ القفزَ ، راضيةً
لو أستطيعُ الطّيرانَ 
لو أستطيعُ الآنَ أنْ أضُمَّكَ إلى صدري
لو أستطيع العومَ فوق لوجَّةِ البحرِ
لكِنَ ربي أراد ابتعادي
أراد في ابتعاديَ صَهري !
أراد أنْ يُبعِدَ الخيرَ عنِ الخيرِ
أو رُبما أن يُبعدَ الخيرَ عنِ شرّي !
لستُ أُعلِّلُ ما دامتْ نيتي حُباً
ربي غفورٌ سيغفرُ لي وزري !
آهٍ كم اشتقتُ إليكَ : قُلّْ لي
ألم تشتاق إلى صوتي وجسمي !
كم أتمنى ليلةً واحدةً
تكونُ في مُجمَلِ الدَهرِ
لكني الآنَ بعيدةٌ 
سأُرتّبُ 
وترُتّبُ
وأنوي الفِعلَ وتنوي
لو تعلمِ الآن ما لونُ وجهي
أحمرٌ 
أحمرٌ 
أحمرٌ في اللونِ وجهي !
كم أتمنى
ليلةً تكونُ في مُجملِ الدهرِ
تقول لي فيها : احلمي 
إن الأحلام غير مُكبلةٍ
دعيني
وأنتِ نُصيغُ الحُلمَ كالفجرِ
دعينا نجعلُ في عُشِ العصافيرِ بيتنا
ونجعل حُبّنا كتفتُقِ الزهرِ
تقول :
إذا نوينا والتقينا
كم ساعةً في الوقتِ نقضي ؟
ستٌ سبعٌ
قلتُ : لا أدري
بحسبِ التوفيقِ
وبحسبِ الليلِ والصفوِ
لئيمةٌ 
لذيذةٌ 
تستدرِجُني كأرنبٍ
بجنونٍ 
بحنانٍ 
بدهاءِ القِطِ للفأرِ
أقولُ :
أخبريني عن أحلامكِ في أولِ ساعةٍ
تقولُ :
تخبرني عن ضيقِكَ في ثاني ساعهْ
ونصولُ 
ونضحكُ في ثالثِ ساعهْ
وفي الرابعةِ 
نضمُّ بعضنا  نبكي !
تقولُ : هكذا بقي ثلاثةٌ 
ثلاثةٌ بقيَ يا حُبي
أقولُ :
فيهم أُبصِّرُ ظَهركِ
عليّ ألمحُ عودتي

في طريقِ الرملِ ، رُبما
أجِد طريقةً
أو ممراً واحداً
غيرَ معرُوفٍ 
مُنهُ ، أعودُ إلى أرضي !

23.1.2015

نذير عجلوني

السبت، 22 أكتوبر 2016

ربما صدفة

أوقفها !
واعّتَذِرْ على تَصرُفِكَ في الطريقْ
أُنقُرّها مِنْ كِتّفِها وهي جالِسةٌ جَنّبَكَ
تُحدِّقُ في الشُباكِ تنتظِرُ المَحَطّهْ
إرمِ عليّها في غباءِ سُلوكٍ
وردةً واثنتيّنِ
مِنْ شُرفةٍ لشُرفهْ
نادِها مِنْ على متّنِ باخرةٍ
بغيّرِ اسمِها
وأنتَ مُسافِرٌ إلى المنّفى
بِلا هويةٍ تُثّبِتُ شَخصيّتَكَ
ولا نقودٍ في جيّبِكَ
ولا لِباسَ إضافي
هارِبٌ
كالفأرِ بِسُرّعةٍ بسُرعهْ
خائِفٌ أنْ يتبعَكَ الجيّشْ
لَوِّحْ لها بِإشاراتٍ
يساراً يميّنْ
وهيَ على الشَطِّ مِنْ بعيّدٍ واقِفَهْ
تَزّفُرُ في مَلَلِ انتِظارٍ
تأخُّرَ وصوّلَهُ
تنتظِرُ أباً تُحِبُهُ
يَعّمَلُ في الأرجنتيّنْ
يسترِقُ سُرقةً الإجازهْ
كي لا يُشعِرها أنّها يتيّمهْ
أكتُبْ لها في الهواءِ ترنيّمَهْ
رُغمَ أنّها لا تراكَ في زِحّمَةِ الراحليّنْ
في لمّسِ الفلاةِ ، إعزِفْ
مَعْ شُرودِ الحمامِ
وهجّرةِ المُثقفيّنْ
أُحِبُكْ !

دُقَّ باباً على التَوَكُّلِ
يكونُ في أيّ بِناءْ
أُركُضْ في صُعودِكَ
أو إصّعَدْ كمُتزِنٍ
على الدَرَجِ
كُنْ مَرّةً كما تشاءْ !
لكِنْ اختارَ البَدرُونَ الذي
يحتوي زرعاً وشتلاتَ وردِ
دُقَّ عينيّكَ في الأرضِ
ورُنّ الجرسَ
إذا فتَحَتْ لكَ أمٌ
مُشمِّرةٌ عَنْ كُمِّها
تركَتْ طبيخَها لِسُخطِكْ
قُل لها : أُحِبُكْ !
أو صبيّةٌ
هرّوَلتْ مِنْ تحتِ دوشِها
ترّتَجِفُ مِنَ البَرّدِ
قُلْ لها قَبّلَ أنْ تَسُبَّك !
مَعْ ابتِلالِها 
أُحِبُكْ !
أو مراهِقَةٌ أطلَّتْ
بِرُكّبَتيّها وضفائِرِها
ولم تُغيّر بعدُ ثوبَ نومِها
تَرَكَتْ اتِصالَ حبيّبِها
وكِذبَةً
اخترعتها أنّ صديّقَتَها معها
قُلْ لها قَبّلَ أنْ تشتُمَكّ
بِصُغّرِ فمِها
وتعودَ للداخِلِ
أٌحِبُكْ !
إذا مالتْ برأسِها
صغيرةٌ جنبَها
أختُها
في العاشِرةِ مِنْ عُمّرِها
مُستغّرِبة مِنْ أمرِكْ
قُلْ لها وأنتَ تمسّدُ خدّها
أُحِبُكْ !
إذا فتَحتْ لكَ العائِلةُ بأكملها
قُلْ لِكُلّ فردٍ فردٍ فيّها أُحِبُك !

أَرسِلْ في صُندوقِ بَريّدْ
رِسَالةً لِمجهُولةٍ في البعيّدْ
عليّها إمضاؤُكَ وخَطُّكَ الغريّبْ
ووِجّهَةٌ غَيّرُ مَعّرُوفَةٍ مَكانُها
على الظرفِ
فيّهِ ورقةٌ واحدِةٌ بِداخِلِهِ
مكتوبٌ فيها أُحِبُكْ !

لا تَخّتَرِعِ المجالَ ولا تتمنّى
ولا تبحثْ بينَ الوجوهِ
كُلُّ الوجوهِ واحِدَهْ
هيَ صُدّفَةٌ غيّرُ مُرتبَهْ
إنْ قابلتها
قُلْ لها أُحِبُكْ !
هكذا دُونَ مَعّرِفَةٍ مُسبَقَهْ
أو مِيعادٍ أو ترتيّبْ
قُلْ لها : أُحِبُكْ !

قبِّلْ فراغاً مِنْ ورائِها
ما بينَ جيّدها وذقّنِها
دون تردُدٍ
وهيَ تشتري
مِنْ محلٍ كَعّكَةَ العيدْ
لا تخافْ
إبّقَ مُختبئاً خلفَ ظَهرِها
ستبقى قابِضَةً بكفيّها عل سلّتِها
مُرتبِكَهْ !
تسألُ ماذا حدثْ ؟
غُطَّ وجّهَكَ في شعرِها
قبل أن تصحى
في محاولةِ حياءٍ سوّاهُ ذنّبُكْ !
وقل لها :
سأتصِلُ أنا في الشُرطةِ !
وقُلْ لها : أُحِبُكْ !

إسّحَبْ مِنها فاتوّرَةً أخذتها مِنْ البائِعِ
مِنَ التَبَضُّعِ 
ولا تُحاسِبْ عنّها
ولا تَدّعي
راتِبُكَ لا يكفي لِآخِرِ الشَهرْ !
خُذّ مِنهّا الإيصالَ
في سُرعَةِ الأمرْ
( لو سمحتِ )
والتقِطْ مِنْ على الطاوِلَةِ
قَلَمَ الِحبّرْ 
واكتُبْ لها خلفها
دون كِثّرةِ كلامٍ
أو نِفاقٍ
أُحِبُّكِ !

إذا خَرجَتْ في لؤمٍ تُسابِقُ خُطاها
سِرْ ورائهَا
إنّها كاذِبهْ
واغلِقْ الشارِعَ في وجهِهَا
أو بابَ سيارتِها
إذا كانَتْ تملُكُ
قبّلَ أنْ تَفّتَحَهُ
وقُلْ لها : أُحِبُّكْ

إذا صَفَعَتّكَ لا تَكّتَرِثْ
إذا قالت عنّكَ مجنونٌ
سَاذَجٌ 
غبيٌ مُراهِقٌ لا تكّتَرِثْ
إذا قالتْ :
( مِنْ أيّنَ لأيّنْ )
قُلْ لها :
أُحِبُّكِ
في جِدالِ القِمارِ أُحِبُّكِ
في صدقِ الرِسالَةِ
وفي اضطهادِ النبييّنْ
أُحِبُكِ !
أحِبيّني
رُبما
نَصّدُفُ أنْ نكوّنَ قِصةً
صادِقةً نَحنُ الإثنينِ !


5.10.2016

نذير عجلوني