الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

من وزيرة إلى


تقولُ في الهاتِفِ : يا خيبتي !
أهذِهِ أنا !
أنا الذي أُديرُ الدُنيا بكفي
وأعيدُها بطرفِ ظِفري
ما لي 
عِندَ استماعي إليكَ
أضيُّعُ الكلامَ
ويسيلُ التعرّقُ مِنْ كتفيّ !
ما لي !
ما لي أصيرُ كالطفلةِ في البدايةِ
أينَ عِزّي أينَ نفوذي وعملي ؟
كالبكماءِ أصيرُ عاجِزةً
أكتمُ النّفَسَ
وقلبي
في سُرعةِ الخَفقِ يجري !
قبلَكَ !
لم ْتسمعْ أُذنيّ كلاماً
آهٍ قَبلَكَ !
كم ضيّعتُ في اللا حياةِ عُمري !
أتصدِقُ ماذا يُحاكُ الآنَ في فِكري
لو أستطيعُ العدوَ حافيةً
لو أستطيعُ القفزَ ، راضيةً
لو أستطيعُ الطّيرانَ 
لو أستطيعُ الآنَ أنْ أضُمَّكَ إلى صدري
لو أستطيع العومَ فوق لوجَّةِ البحرِ
لكِنَ ربي أراد ابتعادي
أراد في ابتعاديَ صَهري !
أراد أنْ يُبعِدَ الخيرَ عنِ الخيرِ
أو رُبما أن يُبعدَ الخيرَ عنِ شرّي !
لستُ أُعلِّلُ ما دامتْ نيتي حُباً
ربي غفورٌ سيغفرُ لي وزري !
آهٍ كم اشتقتُ إليكَ : قُلّْ لي
ألم تشتاق إلى صوتي وجسمي !
كم أتمنى ليلةً واحدةً
تكونُ في مُجمَلِ الدَهرِ
لكني الآنَ بعيدةٌ 
سأُرتّبُ 
وترُتّبُ
وأنوي الفِعلَ وتنوي
لو تعلمِ الآن ما لونُ وجهي
أحمرٌ 
أحمرٌ 
أحمرٌ في اللونِ وجهي !
كم أتمنى
ليلةً تكونُ في مُجملِ الدهرِ
تقول لي فيها : احلمي 
إن الأحلام غير مُكبلةٍ
دعيني
وأنتِ نُصيغُ الحُلمَ كالفجرِ
دعينا نجعلُ في عُشِ العصافيرِ بيتنا
ونجعل حُبّنا كتفتُقِ الزهرِ
تقول :
إذا نوينا والتقينا
كم ساعةً في الوقتِ نقضي ؟
ستٌ سبعٌ
قلتُ : لا أدري
بحسبِ التوفيقِ
وبحسبِ الليلِ والصفوِ
لئيمةٌ 
لذيذةٌ 
تستدرِجُني كأرنبٍ
بجنونٍ 
بحنانٍ 
بدهاءِ القِطِ للفأرِ
أقولُ :
أخبريني عن أحلامكِ في أولِ ساعةٍ
تقولُ :
تخبرني عن ضيقِكَ في ثاني ساعهْ
ونصولُ 
ونضحكُ في ثالثِ ساعهْ
وفي الرابعةِ 
نضمُّ بعضنا  نبكي !
تقولُ : هكذا بقي ثلاثةٌ 
ثلاثةٌ بقيَ يا حُبي
أقولُ :
فيهم أُبصِّرُ ظَهركِ
عليّ ألمحُ عودتي

في طريقِ الرملِ ، رُبما
أجِد طريقةً
أو ممراً واحداً
غيرَ معرُوفٍ 
مُنهُ ، أعودُ إلى أرضي !

23.1.2015

نذير عجلوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق