الخميس، 10 أكتوبر 2019

غربة

أنتَ !
تستطيعُ أن تحضُنَ أحداً آخرَ
لكن في النهايةِ
ليس كما ينبغي !
ليس بغطاءٍ مُكتملٍ دونَ أخذْ
الحنانْ !
من الشريكِ مُشتركٌ وصعبْ
بأن يكونَ أُحاديّ الوجههْ
وإلا سيصيرُ استنزافاً وبردْ !

أنْ تختفي 
كأنَكَ يوماً لم تكونْ
سيكونُ هذا يوماً
سيكونُ يومْ !
ليسَ كُلُّ مَنْ يرتجي الموتَ
كهلٌ 
أو في مُصيبةٍ أو حروبْ
أحياناً 
مِنْ فرطِ الوحدةِ تتمنى الموتْ !
أنا أدّعي في النهارِ 
أنني جيدٌ دائِماً
ولا أعلمُ
إذا كانَ جيدٌ 
أنني في الصباحِ أعودْ !

11.10.2019

نذير عجلوني

الجمعة، 6 سبتمبر 2019

عشوائيات

كفارِسٍ خلفَ ثيابِكِ المُعلقهْ
على السطحِ أُحارِبُ في الهواءِ
أَغسيلُكِ الأبيضُ هذا الذي حولي
أمْ سرابٌ , وأكفانٌ مِنْ بلادي ؟
تقولُ :
كرذاذِ ضوءٍ صادِقٍ على وجهي
ستعودُ ,
فَصَدِقْ طُهرَ أنوثةٍ تشُمُها في ثيابي
صَدِقْ طُهرَ الحليبِ
والأُفُقَ الأزرقَ مِنْ البعيدِ
وشبحَ موتٍ
كضيفٍ ثقيلٍ سيذهبُ في القريبِ
قُلتُ :
لا شيءَ يُقنِعُني سوى حدسي
فقاطعتْ حديثي
كم صارَ عُمرُنا ؟
أترى هُناكَ نتوءاً ظهرَ في وجهي !
ما قِصةُ التكوينِ ؟
هل الجيادُ تَحِنُ على الأصحابِها
أمْ تَحِنُ في هذا العصرِ للركوبِ ؟
أتعرِفْ في ليلةِ البارِحهْ
لم أنمْ
تذكرتُ صديقةً لي صارتْ نازِحهْ 
في العدمْ
لا أعرِفُ الآنَ هي في أي مكانٍ !
هيا نعودُ فقد جهزتُ فطوري
قُلتُ في سِري :
ستعودُ أرضي
أيقنتُ لكن في منامي !
أيقنتُ لكن في منامي !

19.4.2019

نذير عجلوني

السبت، 31 أغسطس 2019

الذنب

وشربتُ الماءَ يا أبي
عِدةَ مراتٍ
ولمْ أرتوي
وناديتُ مِنْ تحتِ الرُكامِ
إني قوي
إني قوي
سَلاسلي في ذاتي مُجنزرهْ
وقلبي على الغيرِ عصي
تِلكَ البدايات لو لم تكُنْ مُكررهْ
ما كنتُ الآنَ حي , يا أبي
أظافِري تبكي من الدماءِ عليها
وداخلي دجالٌ بعينْ
وبسمتي جميلةٌ ساحِرهْ
تُخفي تحتَ جلدي
آلافَ الجُثثِ الميتينْ
فاستجديتُ إلى أنْ تأتي
مُنعزِلاً بنفسي
يا أبي
مِثلَ نذلٍ ساحِرِ
وبإرادةِ الطيبِ للطيبِ
أصبحتُ آخُذُ مِنْ سُمي
حُباً مِني
كُلَ حينٍ وحينْ !

19.4.2019

نذير عجلوني

الجمعة، 30 أغسطس 2019

خريف

ضعْ كيسَ العواطِفِ عنِدَ أولِ الشطْ
وعُدْ
حامِلاً زماناً مُستعاراً
وحامِلاً شكلاً مُستعاراً
وحامِلاً انكِساراً
وحامِلاً فراغَ فضاءٍ وقلبْ
وعُدْ , حافياً وعاري
تمشي قدماكَ في اللا تاريخِ
وفي للا نهارِ وعلى رمادِ الدربْ
يالله فالتُمطِرْ
ولتُشبِعْ عطشى البِحارِ والحُبْ
ولتؤرِخْ قِصصَ المُهاجرينَ على الصواري
الذين ماتوا مرتينِ عِندَ الخروجِ
تتفتحُ عينا رضيعٍ في الولوجِ
في زمنِ المُسدساتِ والحربْ
يا مِثلَ مِثلي هل ستكونُ مِثلي
في الحظْ ؟
وحُبُكَ للونِ الكُحلي هل باكِراً سيُعدْ ؟
وعُدْ
بِلا ظِلٍ واقتفِ طريقَ الطائراتِ
وخاطِبْ عُتمةَ كُلِ بئرْ
قدْ تجِدُ فيهِ أخاكَ
ونفسكَ الثكلهْ القابِعةَ في البردْ
وقُلْ :
كُنا في يومٍ نُحِبْ
بعضنا
كُنا في يومٍ نُحِبْ !

23.6.2019

نذير عجلوني

الجمعة، 26 يوليو 2019

ضباب

حلمتُ بأُنثى ليستْ بارِدهْ
بوطنٍ راياتُهُ عاليهْ
بحربٍ تنتهي
بِأخِلاءٍ 
يعودوا مِنَ الحياةِ الماضيهْ
حلِمتُ بالثانيهْ
واللهِ في فرحةِ الثانيهْ
بِضحكةٍ لا تخافُ بعدها
مِنْ دمعةٍ تكونُ حاميهْ
حلِمتُ أنْ أكونَ غيمةً
غير مقموعةٍ 
غير ثابتةٍ
تحمِلُ الحُبَ وترميهِ
دونَ تميزٍ وهي ماشيهْ
حلِمتُ أنْ أكونَ أنا
فذهبتُ أنا وظلَ حُلميَ !

3.7.2017

نذير عجلوني



الأحد، 9 يونيو 2019

قِسْ

لا يؤلِمُ القتيلَ طعنُهُ
ولا وخزُ الرِماحِ فيهِ 
مِنْ بعدِ تخديرِ
ولا يُؤذي المُشرَدَ صَفعُهُ
ولا تُغنيهِ بسمةٌ 
مِنْ بعدِ تقصيرِ
- وجهي  !
في خلقِهِ ضاحِكٌ
والضيمُ في قلبي
يحويهِ ضميري !

لمْ أنتقدْ مرةً
ولمْ أشتَكِ أني مُعدمْ
فالشكوى لغيرِ اللهِ بلوى
وفي شرعِنا
الشَكُ في الشَكِ مُحرمْ !

26.3.2015

نذير عجلوني


الأربعاء، 29 مايو 2019

وجبة سريعة

منْ أينَ ترتجينَ النورْ ؟
وكُلُ مَنْ حولكِ مِنْ وجوهْ
إما عربيٌ مفترِسٌ
أو عربيٌ بثوبِ ثعلبٍ صبورْ !
لا تُصدِقي الذكورْ
فالحُبُ عِندكِ قُبلهْ
أو مُفردةٌ مغمورةٌ بالشعورْ
والحُبُ لديهِ رجفهْ
مُخدِرَةٌ كالأفيونْ
الأُنثى هي طِفلهْ
دائماً في الجوفِ تكونْ
والذكرُ غالِباً بطلُها
غالِباً ما يكونُ ثورْ !

30.5.2019

نذير عجلوني


الجمعة، 26 أبريل 2019

زوجان

يا فِعلَ البَخسِ !
يُرافِقهُ الحنانُ في اللحظةِ
( أُحِبُكِ ) 
وينقُرُ بِلسانِهِ خلفَ أُذنِها
تُشارِكهُ مُغمِضةً مِنْ تحتِهِ
( أُحِبُكَ ! ) ترُدُ عليهِ
في اللا وعي في الحِسِ
كيانانِ مُتشابِكانِ
يعيشانِ الحلالَ في الحالةِ
حتى إذا مُزِجتْ النشوةُ
في النشوةِ
والزنودُ الأربعةُ في القوةِ ترتخي
عادا مُتأقلِمينِ
على سِنينٍ في العِشرَةِ
فاغتسلَ الأولُ غيرَ مُندهِشٍ
واستَذْكَرتْ أُنثاهُ نقصَها في الحُبِ !

( يا داخِلاً في علاقةٍ تسري
أتدري ! ,
إنكَ كمنْ يستلهِمُ العِطرَ
مِنْ تُربةِ القبرِ ! )

26/4/2019

نذير عجلوني


الأحد، 21 أبريل 2019

عتمة

نحنُ !
لسنا مع بعضِنا البعضِ
وزورٌ
هو حِسُّنا في الضوءِ !
ماذا تعرِفُ عن استِجداءِ الموتِ ؟
أو عن تبخُرِ المشاعرِ في الليالي المُظلِمهْ ؟
عن اختِراعِ الحبيبِ !
أو نِعمةِ الضمّهْ !
تُريدُ أنْ تعرِفَ الإنسانَ على حقيقتهِ ؟
حسناً
أُدخُلْ في كيانِهِ بعدَ الواحِدهْ
سترى عِوضاً عن الأعصابِ
خشبةً مُهترئهْ !

إذا ذهبتُ مع الموتِ
ولم ألتقيكِ
فلا تنسي
أني أنتظرتُكِ بما يكفي !

22.4.2019

نذير عجلوني

الوحش

أنا صاحِبُ القدم الواحِدهْ
أتسللُ في الأحراجِ
وخلفَ الأشجارِ العاليهْ
بلُعابٍ يهمِرُ مِنْ فمي
بنيةٍ , أكتُمُها في النيهْ
بمُشردٍ , هو داخِلي
بعزيزٍ , شكلُهُ في الهيئهْ
أبحثُ عَنْ فريستي
عنْ أُنثى تقتُلُ لي الشهوهْ
عنْ أي أُنثى جميلةٍ , مُثيرةٍ
عنْ أي أُنثى تقتُلُ لي الشهوهْ !
أجرُها بكمينٍ مسمومٍ
بفخٍ مُحترِفِ الكلِمهْ
حتى ما إذا بِقلادتي نومتُها
وبإظافري امتصصتُ عُروقَها
سقطتْ هاويةً , غاويةً
بغيرِ قوهْ
فلففتُ بدنها الخفيفَ 
على كتفي
وعدتُ إلى كهفي
كمتنصرٍ أدركَ صيدهْ !

22/3/2019

نذير عجلوني