الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

عقدة النقص

زَوّجُوّهَا على صِغَرٍ
فلما بَلغَتْ حَدّ الأربعينِ
حاوَلتْ مَعْ تقدُّمِ السنينِ
أنْ تتماشى !
حاوَلتْ أنْ لا تكوّنَ دجاجهْ !
فَرَكِبَتْ مَوّجَةَ العَوّلَمَهْ
وصارتْ بِكُلِّ ناقِلٍ ومَنّقولٍ مُهتَمّهْ
وصارتْ تَعُدُّ لفّظَ الذكُورِ مَذمّهْ
وصارتْ في السياسةِ مُلِمّهْ
وفي الأمثالِ مُلِمّهْ
ضيّعتُها هُناكَ فوّقَ القِمّهْ
لا ترى أحداً ولا أحداً يراها
تَتَمخّتَرُ وحيّدةً في فلاها
بِفُسّتانٍ خفيّفٍ ورخيّصِ كُحلَهْ
تُلامِسُ طلّعتَها الغَيّمَهْ
كُلما خَرَجَتْ تُعلِّقُ الوجّبهْ
بعّدَ غسيّلِها
تقوّلُ لها :
إنّي أُحِبُّكِ هكذا بِلا سببٍ
يُريّحُ تبخُّري حَرّهْ
كُلما يراكِ يا حلّوَةً حُلّوَهْ
فتضحكُ عليّها ساخِرَهْ
وتقوّلُ :
أعيدي الكَرّهْ
مَرّةً
واثّنتيّنِ
وثلاثة أعيّدي الكَرّهْ
أنا لا تَهُزّني الكلِمَهْ
أنا الذكيّةُ والواعيهْ
أنا العُمّرُ العتيدُ والخِبرَهْ
تسيّرُ الغيّمَةُ عائِدَةً
إلى أيِّ أينٍ أنتِ ذاهِبَهْ !
تُجّهِشُ في البُكاءِ
في أرضٍ ثانيهْ
تقوّلُ في حُزنٍ لِلهواءِ :
إني تركتُ ورائِي
جمالاً داخِلَه عتمهْ !
لا يَغُرنّكَ الصِبا حينَ تراهُ
تَكّرَهُهُ حينَ تَرى جَوّفَهْ !

- تقوّلُ : عِنّدي أُسرهْ
وفِهمي كبيرٌ
كبيرٌ
رُغّمَ أنّ دِراستي مُتأخِّرَهْ
تدّعي ثِقَةَ الحالٍ
والجّهلُ فيها يفّضحُ أمرَهْ
تقوّلُ : وربي
إني أصرِفُ الرِجالَ عني
لكِنّي مِنْ داخِلي مُخدّرَهْ
أدّعي ما ليّسَ فيني
وأشّتهي وأشّتهي وأشتهيّني
لا شيءَ يُغريني
تِلكَ دعوايّ الكاذِبَهْ !
- أنهتْ المُحادَثَهْ
بِدّعاءِ نوّمٍ
لكِنّها في التجهيّزِ
تتحضّرُ للتّنقيّحِ
حاولتْ قبلَ رَفّعِ رُكّبتيّها
أنْ تتماشى !
حاولتْ أنْ لا تكوّنَ دجاجهْ !
حَضّرَتْ نَشّوَةً 
وأَنّهَتّهُ في السريّعِ
في خوّفِ بالِها أنْ لا يصيّروا ثلاثهْ !

4.10.2016

نذير عجلوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق