وجالستني
تعُدُّ كالطفلةِ أصابعي
وراهنتني أنها عشرهْ !
وصارتْ في مُنتهى المُتعهْ
تنقُرُ أطرافي وتبسمُ
بسمةً خفيفةَ الطلعهْ
وتعزفُ على زندي نوتةً
إحساسُها روعهْ
تعُضُّ ! بحذرِ سنيّن أُذُني
لتقولَ :
إنكِ في أمانٍ معي
جِملةٌ تعي
معنى السقوطِ القريبِ !
عندما أُحدّقُ من بطنكِ إلى عينيّكِ
أقعُ في النشوةِ الدافئهْ
أزمُّ رُكبتيّ على بعضهما
حاجبةً نفخةَ المدفأهْ !
تتسلّلُ أصابعُكِ الخمسةُ عليّ كأفعى
تحتَ أوراقِ الخريفِ مُتعرّجهْ
تحتَ غُلالةِ الطفلهْ !
أرتجفُ من بردي
ومن حرّي
كأنني في النارِ مُتجمدهْ !
حافظةً تقاطُعَ شاماتي !
تُعدُّ ! وتعُدُّ ! وتعُدُّ !
وأنا المُحمرةُ الغارقةُ في الحُمرهْ
صارَ تعرُّقُ كتفي
يطفو على السطحِ
وصارتْ خدودي كلونِ حُمرتِها حمرهْ !
تقولُ :
عُدّي كي تتأكدي معي
كي لا تقولي هُنالكَ غِشٌ في اللُعبهْ !
حتى إذا ما أفرغتْ عدَّها
واستحقّتْ نصرَها !
أفرغتني !
وقبّلتْ أصابعي
وقبّلتني !
كطفلةٍ غمرتها أُمُّها محبهْ !
تاركةً شظايايَ على رُكبتيّها مُتناثرهْ
تاركةً إيايَ بلا قوهْ !
كأنها تنينٌ قديمٌ
تحرِثُ بمخلبِها من لحمي
كي تبقى نارَها مُتأججهْ !
26.12.2024
نذير عجلوني